إذا كنت من الجيمرز أو من محبي تجميعات الكمبيوتر، فأنت تعرف تمامًا أهمية المعالج، كرت الشاشة، والمذربورد. ولكن مؤخرًا زاد الاهتمام بتفاصيل الرامات، وخصوصًا ترددها وتوقيتها (CL).
الكل يعرف أن الرام بتردد أعلى (مثلاً 6400MHz مقابل 4800MHz) تعطي أداء أفضل. ولكن هل فعلاً توقيت الرام (مثل CL28 أو CL36) يُحدث فرقاً حقيقياً؟ وهل يستحق دفع مبلغ إضافي فقط من أجل CL أقل؟
ما معنى CL في الرام؟
CL هو اختصار لـ CAS Latency، ويعني عدد الدورات (Clock Cycles) التي تنتظرها الرام بعد طلب المعالج للبيانات حتى تبدأ بإرسالها.
مثال: لو عندك رام CL16، هذا يعني إنها تحتاج 16 نبضة زمنية للاستجابة. كلما كان هذا الرقم أقل، كانت الرام أسرع من حيث الاستجابة.
لكن لا تنس أن التردد (MHz) أيضًا يلعب دور مهم، لذلك لازم تقارن بين CL والتردد معًا للحصول على فكرة دقيقة عن الأداء.
خطة الاختبار
تم اختبار رامات بنفس التردد 6000MHz ولكن بتوقيتات مختلفة: CL26، CL30، CL32، CL34، وCL36.
- البيلد المستخدم : i9-12900K + Z790 + RTX 5080
تم استخدام إعدادات Low ودقة Full HD لتفادي عنق الزجاجة من ناحية كرت الشاشة والتركيز فقط على أداء الرام.
تحليل أداء Marvel Rivals حسب توقيتات CL:
في لعبة Marvel Rivals على إعدادات Low وDLSS مفعّل بدقة 1080p، كان الفارق بين أفضل وأضعف رام لا يتعدى نسبة صغيرة جدًا في الأداء تقريبا 5%.
رغم أن CL28 تفوقت، إلا أن باقي التواقيت لعبت دوراً، فـ CL32 مثلًا قدمت أداء قريب جداً منها. هذا يوضح أن تأثير توقيت الرام على الأداء في الألعاب الحديثة محدود، وغالبًا غير ملحوظ بالعين المجردة.
تحليل أداء The Finals حسب توقيتات CL:
في لعبة The Finals، كانت الفروقات بين التوقيتات قريبة جدًا من بعضها، حتى أن CL34 وCL36 قدمتا أداء مشابه لتوقيتات أقل مثل CL30 وCL32.
هذا يدل على أن اختيار CL أقل لا يعني دائمًا أداء أفضل، خصوصًا إذا لم تكن باقي التواقيت محسّنة أو التردد أعلى. الفروقات كانت في حدود ضيقة يصعب ملاحظتها أثناء اللعب.
تحليل أداء Cyberpunk 2077 حسب توقيتات CL:
في لعبة Cyberpunk 2077، وهي واحدة من أكثر الألعاب استهلاكًا للموارد، كانت الفروقات في الأداء بين التواقيت شبه معدومة.
: من المفاجئ أن CL34 قدمت أفضل نتائج رغم أنها ليست الأقل رقميًا. هذا يرجّح أن تحسين التواقيت الداخلية (Subtimings) والتوافق الكلي للنظام له تأثير فعلي أكبر من مجرد CL.
خلاصة :
- توقيتات CL تؤثر على الأداء، لكن تأثيرها طفيف جدًا مقارنة بالتردد.
- CL36 يمكن أن تقدم أداء ممتاز، إذا كانت التواقيت الثانوية جيدة والتردد مناسب.
- لا يُنصح بدفع مبالغ إضافية لأجل CL أقل، إلا إذا كنت تستهدف كسر السرعة أو أداء تنافسي دقيق جداً.
الاستنتاج النهائي: هل CL مهم فعلاً؟
📌 التردد له التأثير الأكبر: في كل الاختبارات جربت اختبار سري برام تردد اعلى 6400MHz لكن توقيت بطيئ ، التردد الأعلى تفوّق بشكل واضح على تردد 6000MHz، حتى لو كان توقيته أعلى. هذا يعني إنك لما تختار رام، ركّز أولاً على التردد، مش على CL فقط.
📌 رقم CL وحده لا يكفي: كثير من الناس يعتقدوا إن CL هو كل شي، لكن في الحقيقة هو واحد من عدة توقيتات مهمة مثل tRCD و tRP و tRAS. رام بـ CL28 ليست بالضرورة أسرع من CL32 إذا باقي التواقيت بطيئة. فالأداء الفعلي يعتمد على المجموعة الكاملة، مش رقم واحد فقط.
📌 فرق الأداء بسيط: الفرق بين أسرع وأبطأ توقيتات في الألعاب لا يتجاوز 5–6% في أغلب السيناريوهات، وأحيانًا أقل من 2%. هذا فرق ما يُلاحظ بالعين، خصوصًا إذا كنت تلعب على 100+ فريم.
📌 القيمة مقابل السعر هي الأهم: لا داعي من أن تدفع فرق كبير على CL26 أو CL30، طالما CL34 أو CL36 يقدم أداء مشابه جداً بسعر أقل. الأفضل إنك تستثمر الفرق في كرت الشاشة أو SSD مثلاً.
خلاصة الكلام: التردد أولاً، ثم توقيت متوازن. لا تلاحق الأرقام الصغيرة إلا إذا كنت محترف تعديل RAM (manual tuning) أو هدفك كسر الأرقام في البنشمارك، مش اللعب فقط.