عندما يتعلق الأمر بشراء شاشة جديدة، يمكن تلاقي نفسك غارقا في بحر من المصطلحات والتقنيات التي قد تبدو مربكة. ولكن اليوم سنبسط لك الأمور ونركز على أهم الأشياء التي يجب أن تركز عليها لتختار الشاشة الأنسب لك. سنغطي نوعية الشاشة، دقتها وعلاقتها بالحجم، معدل التحديث (الهرتز)، تقنية الـ HDR، وحتى نصائح لإعداد شاشات متعددة.
أنواع تقنيات الشاشات: LCD مقابل OLED
توجد تقنيتان أساسيتان للشاشات في السوق حاليًا: الـ LCD (Liquid Crystal Display) والـ OLED (Organic Light Emitting Diode).
شاشات LCD:
تعتمد شاشات الـ LCD على إضاءة خلفية (backlight) كمصدر للضوء، تتميز شاشات الـ LCD بسطوعها العالي جدًا وعمرها الافتراضي الطويل، وعادة ما تكون أرخص من شاشات الـ OLED. ومع ذلك، لا يمكنها تحقيق اللون الأسود الحقيقي بنسبة 100% بسبب تسرب الضوء من الإضاءة الخلفية، يعني لما تحط صورة سوداء مثلا لن ترى اللون الأسود الداكن ولكن ترى ضوء مع الأسود ، كما أن زوايا الرؤية فيها محدودة.
تنقسم تقنية الـ LCD إلى ثلاثة أنواع رئيسية تختلف في طريقة عملها :
شاشات TN (Twisted Nematic):
- الإيجابيات:
- الأسرع: تُعد شاشات الـ TN أسرع تقنيات الـ LCD وأقدمها، مع زمن استجابة (response time) منخفض جدًا، مما يجعل حركة المؤشر أو ردة فعل الشاشة سريعة جدًا.
- معدلات تحديث عالية: غالبًا ما تأتي بمعدلات تحديث عالية جدًا، قد تصل إلى 500 هرتز.
- رخيصة الثمن: تكلفة تصنيعها منخفضة، مما يجعلها متاحة بسعر معقول.
- كفاءة في استهلاك الطاقة: تستهلك أقل الطاقة بين تقنيات الـ LCD.
- موثوقة: مشاكلها قليلة مع مرور الوقت وتتميز باعتمادية عالية.
- السلبيات:
- زوايا رؤية سيئة: يجب أن تكون في منتصف الشاشة تمامًا لتجنب تدهور الألوان أو السطوع عند النظر من الجوانب. لهذا، لا ينصح بها كشاشات جانبية في إعدادات الشاشات المتعددة.
- تباين ألوان ضعيف: ليست جيدة لمشاهدة الأفلام أو العمل الذي يتطلب دقة ألوان عالية مثل تعديل الصور.
شاشات VA (Vertical Alignment):
- الإيجابيات:
- أفضل تباين للألوان: تقدم أفضل تباين بين جميع أنواع شاشات الـ LCD.
- سطوع عالي: يمكن أن تصل إلى مستويات سطوع عالية جدًا.
- زوايا رؤية محسّنة: أفضل بكثير من شاشات الـ TN، يخليها مناسبة لمشاهدة الأفلام وتعديل الصور (على الرغم من أنها ليست الأفضل).
- السلبيات:
- بطيئة جدًا: استجابتها بطيئة، ممكن يؤدي إلى مشاكل مثل "التلطخ" (smearing) أو "الظلال" (ghosting) عند حركة المحتوى بسرعة. وهذا يخليها غير مناسبة للألعاب التنافسية.
شاشات IPS (In-Plane Switching):
- الإيجابيات:
- أفضل زوايا رؤية: تتميز بأفضل زوايا رؤية بين شاشات الـ LCD؛ لا يتغير اللون أو السطوع عند النظر من الجوانب.
- دقة ألوان ممتازة: هي الأفضل في الـ LCD لدقة الألوان، مما يجعلها مثالية لمشاهدة الأفلام أو تحرير الصور حيث تكون الألوان الدقيقة ضرورية.
- سريعة: أسرع بكثير من الـ VA، ويمكن أن تصل إلى معدلات تحديث عالية (مثل 360 هرتز وأعلى). لا تعاني من مشاكل الظلال (ghosting) التي تظهر في شاشات الـ VA.
- مناسبة لمعظم الاستخدامات: تُعتبر خيارًا ممتازًا للاعبين المعتدلين وللأعمال التي تعتمد على دقة الألوان.
- السلبيات:
- جودة اللون الأسود: تعتمد جودة اللون الأسود فيها بشكل كبير على تقنية الإضاءة الخلفية المستخدمة (مثل Mini LED). إذا كانت الإضاءة الخلفية عادية، سيكون الأسود مائلاً للرمادي والتباين أقل.
- وهج الـ IPS (IPS Glow): قد تظهر مشكلة "وهج أبيض" في زوايا الشاشة.
- استهلاك الطاقة: تستهلك طاقة متوسطة، أقل من الـ VA ولكن أكثر من الـ TN.
شاشات OLED:
تختلف تقنية الـ OLED كليًا عن الـ LCD؛ حيث يُصدر كل بكسل فيها ضوءه الخاص، مما يلغي الحاجة إلى إضاءة خلفية. هذا يتيح لها تحقيق اللون الأسود الحقيقي (ينطفئ البكسل تمامًا عند اللون الأسود) وتباين لا نهائي. شاشات الـ OLED غالبًا ما تكون نحيفة جدًا ويمكن أن تكون مرنة بسبب قلة الطبقات مقارنة بالـ LCD. كما أنها تقدم ألوانا جنونية ودقة ألوان ممتازة، وزمن استجابة سريع جدًا.
تنقسم تقنية الـ OLED إلى عدة أقسام، لكن الأكثر انتشارًا حاليًا هي الـ WOLED والـ QD-OLED:
شاشات WOLED (White OLED)
- التركيبة: تحتوي بكسلات الـ WOLED على بكسلات فرعية زرقاء وحمراء وخضراء بالإضافة إلى بكسل أبيض إضافي. ومصدر الضوء فيها يكون أبيض.
- السلبيات:
- سطوع أقل: غالبًا ما يكون سطوعها أقل مقارنة بـ QD-OLED.
- تأثر دقة الألوان: عند زيادة السطوع، قد تقل دقة الألوان بسبب البكسل الأبيض الإضافي الذي قد يغطي على الألوان الأخرى.
- جودة النصوص: قد تبدو النصوص أسوأ بسبب البكسل الإضافي الذي قد يسبب إزاحة للنصوص.
شاشات QD-OLED (Quantum Dot OLED)
- التركيبة: تستخدم بكسلات فرعية حمراء وزرقاء وخضراء تقليدية. ومصدر الضوء فيها يكون أزرق.
- السلبيات:
- أغلى: تعتبر أغلى من شاشات الـ WOLED.
سلبيات شاشات OLED المشتركة (الاحتراق - Burn-in)
أكبر سلبية لشاشات الـ OLED بشكل عام، والتي تُبعد الكثير من الناس عنها، هي مشكلة الاحتراق (Burn-in). يحدث هذا عندما تبقى صورة ثابتة معروضة على الشاشة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تدهور دائم في جودة البكسلات التي تتعامل مع تلك الصورة، فيظهر "شبح" لتلك الصورة حتى عند عرض محتوى آخر. هذا مقلق بشكل خاص للاعبين بسبب عناصر واجهة المستخدم الثابتة مثل الخرائط أو أشرطة الصحة، وكذلك لشعارات القنوات التلفزيونية الثابتة.
إضافة إلى ذلك، بكسلات الـ OLED لها عمر افتراضي محدود وقد تتدهور مع الوقت حتى بدون احتراق. كما أن شاشات الـ OLED عمومًا ذات سطوع أقل من الـ LCD وتولد حرارة أكبر، وتتطلب عناية خاصة من المستخدم مثل تشغيل "منعش البكسلات" (pixel refresher) الذي قد يضر الشاشة نفسها مع مرور الوقت.
بينما تتفوق الـ OLED بلا شك في الدقة وجمال الصورة، إلا أن المشاكل التي تظهر مع الوقت في الـ OLED أكثر من الـ LCD.
دقة الشاشة وحجمها:
دقة الشاشة تحدد عدد البكسلات في الشاشة بشكل عام. على سبيل المثال، شاشة بدقة 1080p تحتوي على أكثر من مليوني بكسل ، يعني 1080 ضارب 1920، بينما شاشة 4K قد تصل إلى 8 ملايين بكسل.
ولكن الأهم هو العلاقة بين الدقة وحجم الشاشة:
- إذا زاد حجم الشاشة (مثلاً من 23 بوصة إلى 27 بوصة) مع بقاء عدد البكسلات ثابتًا (نفس الدقة)، فإن جودة الصورة والدقة الظاهرية تنخفض.
- وعلى العكس، إذا كان حجم الشاشة أصغر بنفس عدد البكسلات، فإن الدقة الظاهرية ترتفع لأن البكسلات تكون "محشورة" في مساحة أصغر.
- لذا، يُفضل لشاشة بحجم 27 بوصة أن تكون بدقة 1440p بدلاً من 1080p لتعويض نقصان الدقة بسبب الحجم الأكبر.
معدل التحديث (الهرتز):
معدل التحديث (Refresh Rate) هو عدد المرات التي يتم فيها تحديث الصورة على الشاشة في الثانية الواحدة.
- قفزة كبيرة: ستلاحظ فرقًا كبيرًا وواضحًا جدًا عند الانتقال من 60 هرتز إلى 120 هرتز.
- تحسن ملحوظ: هناك تحسن عند الانتقال من 120 هرتز إلى 144 هرتز، ومن 144 هرتز إلى 165 هرتز.
بعد 240 هرتز، لن تلاحظ عيناك البشرية فرقًا حقيقيًا حتى لو وصل معدل التحديث إلى 500 هرتز.
تقنية HDR (High Dynamic Range):
تقنية الـ HDR تهدف إلى تقديم ألوان أجمل وأكثر واقعية مقارنة بتقنية الـ SDR. فهي تجعل المناطق التي يجب أن تكون ساطعة أكثر سطوعًا، والمناطق التي يجب أن تكون سوداء أكثر سوادًا، مع ألوان أكثر حيوية. الاتش دي ار يوفر مرونة أكبر في نطاق الألوان والسطوع من الأسود الكامل إلى السطوع الأقصى.
قد لا يفضل البعض استخدامها في الألعاب لأنها قد تغير من شكل اللعبة بشكل لا يناسب بعض اللاعبين.
نصائح لإعداد الشاشات المتعددة
إذا كنت تخطط لاستخدام أكثر من شاشة، فهذه نصيحة مهمة جدًا من تجربة عملية:
- الشاشة الرئيسية: ركز عليها أولاً من حيث الدقة، الألوان، الجودة، والحجم.
- الشاشات الثانوية: الأهم هو مطابقة حجمها مع الشاشة الرئيسية. فإذا كانت شاشتك الرئيسية 27 بوصة، حاول أن تكون الشاشات الثانوية بنفس الحجم (27 بوصة). هذا يسهل حركة مؤشر الماوس بين الشاشات ويجعل الانتقال أكثر سلاسة وراحة نفسية.
- مطابقة الدقة: إذا أردت تطابقًا مثاليًا، فليكن حجم الشاشة الثانوية ودقتها متطابقين مع الشاشة الرئيسية (مثلاً، شاشة 27 بوصة 1440p رئيسية، وشاشة ثانوية 27 بوصة 1440p). نوع الشاشة (LCD أو OLED) للشاشات الثانوية قد لا يفرق كثيرًا.
كيف تبحث عن شاشتك المثالية؟
الآن بعد أن عرفت كل هذه المعلومات، يمكنك بسهولة البحث عن الشاشة المناسبة لك. اجمع المواصفات التي تفضلها (مثل نوع التقنية IPS، الدقة 1440p، معدل التحديث 240Hz، وجود HDR، والحجم المفضل) واكتبها في خانة البحث على المتاجر الإلكترونية.
أخيرًا، لا تقلق بشأن تقنيات المزامنة مثل FreeSync و G-Sync؛ فكلاهما يؤدي نفس الغرض وهو مطابقة معدل تحديث الشاشة مع عدد الإطارات التي يصدرها كارت الشاشة.