عندما تقتني هاتفا ذكيا جديدا يعمل بنظام أندرويد، ستجد غالبا مجموعة من أدوات صحة البطارية المضمنة في قائمة الإعدادات الخاصة به. مؤشرات صحة البطارية، عدادات دورات الشحن، وأنماط الشحن التي تهدف إلى إطالة عمر البطارية مثل الشحن السريع والسوبر فاست وغيرها، كلها ميزات شائعة في الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد. هذه الأدوات أصبحت أكثر أهمية، خاصة مع تزايد قلق المستخدمين بشأن تدهور أداء البطارية. خلينا نستكشف كيف يمكنك فهم هذه الأدوات والاستفادة القصوى منها لضمان بقاء هاتفك معك لأطول فترة ممكنة.
ما الفرق بين صحة البطارية وعمر البطارية؟
كثيرًا ما يتم استخدام مصطلحي "صحة البطارية" و "عمر البطارية" بالتبادل، لكنهما يشيران إلى مفهومين مختلفين تمامًا:
- صحة البطارية: تُشير إلى مدى قدرة البطارية على الاحتفاظ بالشحن مقارنةً بحالتها عندما كانت جديدة. على سبيل المثال، إذا كانت بطارية بسعة 4000 مللي أمبير يمكنها الاحتفاظ بـ 3000 مللي أمبير فقط بعد بضع سنوات من الاستخدام، فهذا يعني أن صحتها 75% (لأن 3000 مللي أمبير تمثل 75% من 4000 مللي أمبير). هذا هو مقياس لقدرة البطارية على المدى الطويل.
- عمر البطارية: يُشير إلى المدة التي يستمر فيها الهاتف في العمل بين كل عملية شحن فردية، وعادة ما تكون يومًا أو يومين.
في المتوسط، يُفترض أن تدوم بطاريات الهواتف حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات من الاستخدام النشط، لكن عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر على طول عمرها.
متى يجب أن تفكر في استبدال بطارية هاتفك؟
الإجابة المختصرة هي: كلما اقتربت صحة البطارية من 100%، كان ذلك أفضل. تدهور البطارية هو عملية تدريجية قد تستغرق عدة سنوات لتصبح مصدر قلق. ومع ذلك، عندما تنخفض صحة بطاريتك إلى 80%، يُنصح بشدة بالنظر في استبدالها.
تختلف الأرقام من مصنع لآخر، لكن عادةً ما تصل بطارية الليثيوم أيون إلى حالة "نهاية العمر الافتراضي" عندما تكون صحتها بين 70% و 80%.
لماذا هذا المستوى مهم؟
- البطارية غير الصحية قد تتسبب في إغلاقات غير متوقعة للهاتف. تفقد البطارية القديمة قدرتها، وتزداد مقاومتها الداخلية، مما يجعلها غير قادرة على التعامل مع الارتفاعات المفاجئة في طلب الطاقة. عندما يحتاج الهاتف إلى أداء مهمة تتطلب طاقة مكثفة، تتسبب قفزة الطاقة في انخفاض مفاجئ في الجهد عبر البطارية غير الصحية، مما قد يؤدي إلى إغلاق الجهاز بشكل غير متوقع.
- بالإضافة إلى ذلك، قد تتضخم البطارية القديمة وتتوسع، مما قد يسبب ضررًا ماديًا لهاتفك. من الأفضل استبدالها قبل حدوث أي من ذلك.
فهم دورات شحن البطارية
تشتمل بعض الهواتف على عدادات لدورات شحن البطارية كجزء من مجموعات أدوات صحة البطارية الخاصة بها. دورات الشحن هي مقياس آخر مهم لصحة البطارية. تحدد معظم الشركات المصنعة عدد الدورات التي يجب أن تدومها بطارياتها: عادةً ما تكون بين 500 و 1000 دورة للهواتف.
ما هي دورة البطارية الواحدة؟ تحدث دورة بطارية واحدة عندما تنتقل البطارية من 100% إلى 0% ثم تعود إلى 100%. ما قد يثير الارتباك هو أن هذا لا يحتاج إلى أن يحدث دفعة واحدة. على سبيل المثال، إذا قمت بتفريغ بطارية كاملة إلى 50%، ثم شحنتها مرة أخرى إلى 100%، ثم فرغتها إلى 50%، ثم شحنتها بالكامل مرة أخرى، فهذا يُعد دورة واحدة حتى لو قمت بتوصيل الشاحن مرتين.
على الرغم من أن عداد دورات الشحن يمكن أن يكون مؤشرًا موثوقًا به لصحة البطارية، إلا أنه يُفضل الاعتماد على نسبة صحة البطارية إذا كان هاتفك يوفرها.
هل يمكن لأدوات صحة البطارية أن تحسن صحتها؟
للأسف، لا. لا يمكن لأدوات صحة البطارية المدمجة في هاتفك تحسين صحة البطارية. حتى لو كان لديك أفضل هاتف أندرويد، ستحتاج إلى استبدال بطاريته إذا تدهورت. العوامل التي تؤثر سلبًا على طول عمر البطارية تشمل التعرض للحرارة وقضاء وقت طويل وهي مشحونة بالكامل أو فارغة تمامًا.
ما تفعله هذه الأدوات: هو أنها تساعد في إبطاء عملية الشيخوخة الطبيعية للبطارية، وعادة ما يكون ذلك عن طريق التضحية ببعض الراحة أو عمر البطارية على المدى القصير. الشحن التكيفي (Adaptive Charging) هو إحدى هذه الميزات المتاحة في معظم الهواتف الحديثة. عند الشحن طوال الليل، توقف العملية عند 80%، ثم تكمل الـ 20% المتبقية قبل وقت استيقاظك المعتاد.
يتطلب الشحن التكيفي تحليل عادات الشحن الخاصة بك لبضعة أيام ليعمل بشكل صحيح. قد لا يتم تنشيطه إذا كنت تشحن هاتفك خلال فترة الغداء، على سبيل المثال.
كيف تحافظ على عمر البطارية
تُقدم بعض الهواتف خيارًا لـ "تحديد شحن البطارية إلى 80%"، وهي ميزة أكثر فعالية في الحفاظ على صحة البطارية. ومع ذلك، لا يُوصى بها لمعظم الأشخاص بدلًا من الشحن التكيفي. أولاً، تأتي هذه الميزة مع عيب حجب 20% من سعة بطاريتك، مما قد يكون غير مريح. ثانيًا، ليس من الواضح مدى فعالية هذه الميزة مقارنةً بالشحن التكيفي.
متى يكون تفعيل حد 80% منطقيًا؟
- إذا كان هاتفك يقضي وقتًا طويلاً متصلاً بالشاحن. على سبيل المثال، إذا كنت سائقًا محترفًا وتستخدم الملاحة طوال اليوم.
- إذا كنت تمارس الألعاب وتشحن الهاتف في نفس الوقت، فقد يكون تفعيل هذا الحد فكرة جيدة.
لماذا قد تتجاوز بعض الهواتف حد 80%؟
هذا ليس خطأ. تفعل الهواتف ذلك لإعادة معايرة مقاييس مستوى البطارية لديها. لا تملك الهواتف طريقة مباشرة لقياس كمية الطاقة المتبقية في بطارياتها. بدلًا من ذلك، تقيس كمية الشحن التي تدخل وتخرج من الخلية. تسمح هذه العملية بقياسات دقيقة للغاية لمستوى البطارية، لكن الأرقام قد تنحرف بمرور الوقت، خاصة إذا لم يتم شحن البطارية إلى 100% لفترة.
ماذا تفعل إذا كان هاتفك لا يعرض صحة البطارية؟
لا يأتي كل هاتف بمجموعة كاملة من أدوات صحة البطارية المدمجة. في هذه الحالة، يمكنك اللجوء إلى تطبيقات الطرف الثالث.
تطبيق AccuBattery: يُعد تطبيق AccuBattery المتاح مجانًا على متجر بلاي تطبيقًا عالي التقييم للحصول على رؤى وقياسات حول البطارية.
- في صفحة "الصحة" (Health) في AccuBattery، ستجد تقديرًا لصحة بطارية هاتفك بناءً على بيانات الشحن الأخيرة. للحصول على تقدير موثوق، اترك التطبيق يعمل لبضعة أيام بينما يمر هاتفك بعدة دورات شحن.
- بالإضافة إلى ذلك، يوفر AccuBattery وصولًا إلى بيانات في الوقت الفعلي مثل استهلاك الطاقة، وتيار الشحن، والطاقة، ودرجة حرارة البطارية.
- كبديل لـ "حد الشحن 80%" المدمج في أندرويد، يحتوي التطبيق على منبه مدمج ينبهك عندما يصل هاتفك إلى مستوى معين من البطارية.
الخلاصة:
تدوم الهواتف اليوم لفترة أطول بفضل الدعم البرمجي الممتد والأجهزة المقاومة للمستقبل او ما تعرف ب Future proof. ومع ذلك، تظل البطارية مكونًا استهلاكيًا رئيسيًا قد يحد من عمر الهاتف الافتراضي، لذا فإن معرفة كيفية استخدام أدوات صحة البطارية المتاحة لك أمر ضروري. مع تطور تقنيات البطاريات الجديدة، من المتوقع أن يصبح طول عمر البطارية أقل إثارة للقلق، بينما تصل سعة البطارية إلى آفاق جديدة.